تحديات ارتفاع الأسعار وصعوبة الحصول على الضروريات الأساسية مثل الغذاء والدواء، هو ما يواجه مربو الماشية في محافظتي إدلب وحلب في شمال سوريا للحفاظ على مصدر رزقهم الوحيد. حيث تتزايد تكاليف الرعاية الصحية للماشية بشكل مقلق، مما يهدد بقاء المربين وحيواناتهم. لذا من الأهمية القصوى إيجاد حلول فعّالة ومستدامة لدعم هؤلاء المربين.
تبرز “وطن” كداعم قوي ومؤثر كبير في دعم قطاع الماشية. حيث تقدم “وطن”، بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، مبادرة جديدة تحت عنوان “دعم مربي الحيوانات الصغيرة في شمال غرب سوريا من خلال خدمات التلقيح الاصطناعي والرعاية البيطرية”. هذه المبادرة تستهدف تحسين صحة الماشية وجودة الإنتاج في قرى إدلب وحلب من خلال خدمات بيطرية عالية المستوى.
المشروع يشمل مجموعة واسعة من الخدمات للمربين، بدءاً من التلقيح الاصطناعي للأبقار باستخدام سلالات مناسبة للبيئة وعالية الإنتاجية، وصولاً إلى العلاجات التناسلية لعلاج العقم، والرعاية الشاملة للصحة بما في ذلك علاجات التهاب الضرع وسوء التغذية. كما يشمل تنفيذ الإسفنجات الهرمونية ومزامنة الشبق للأغنام العواس لزيادة معدلات التوأمة، بالإضافة إلى مكافحة الطفيليات والدعم الغذائي.
بالإضافة إلى ذلك، ينظم المشروع دورات تدريبية لمربي الأبقار والأغنام حول إدارة فعالة للماشية للمساهمة في تعزيز جودة الإنتاج. هدفنا هو تدريب 2,560 مربي أبقار و2,180 مربي أغنام في إدلب وحلب، وتزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة للحفاظ على سبل عيشهم.
تواجد فرق “وطن” البيطرية المتخصصة، التي تضم أطباء ومساعدين مؤهلين، في مناطق مثل حارم، سلقين،كفر تخاريم، وأرمناز في إدلب، والباب، الراعي، صوران، أخترين، إعزاز، ومارع في حلب، يضمن تقديم الخدمات اللازمة لمربي الماشية.
تواصل “وطن” جهودها في دعم المربين وحماية مواردهم في أوقات الضعف والحاجة. من خلال تقديمها المستمر للخدمات البيطرية المثالية والدعم التقني، كما تعمل “وطن” على المساهمة في بناء مجتمع أقوى وأكثر مرونة.
إن تحقيق النجاح في هذه المبادرات يعتمد على الشراكات القوية والدعم الدولي، مما يؤكد على أهمية التعاون الدولي في تحقيق التنمية المستدامة والتأثير الإيجابي على الحياة الريفية
بالرغم من الدعم المستمر الذي تقدمه منظمة “وطن” وغيرها، فإن الحاجة لحماية ودعم ثروات الماشية تبقى ملحة لاستمرار تأمين احتياجات الآلاف من الأسر في شمال غرب سوريا. هذه الثروة تمثل مصدراً رئيسياً للدخل والغذاء الضروري، ولذلك، يجب الحفاظ عليها بكل جهد وتكثيف الجهود لضمان استدامتها واستمرار تأثيرها الإيجابي في حياة السكان المحليين.
لذلك، فإننا ندعو إلى دعم مشاريع مثل مشروع “وطن” والتركيز على احتياجات المربين والمجتمعات الريفية. إن مستقبلهم يعتمد على دعمنا المستمر وتضامننا خلال هذه الفترة الصعبة. ومن خلال التزامنا المشترك، يمكننا بناء مستقبل مستدام ومزدهر للجميع