خيم ممزقة وأمل ينتظر العودة… استجابة وطن في قلب النزوح – WATAN

خيم ممزقة وأمل ينتظر العودة... استجابة وطن في قلب النزوح

في وقتٍ لا تزال فيه آلاف العائلات السورية تصارع صيفًا حارقًا وليلًا بلا مأوى، جاءت استجابة منظومة وطن لتُشعل بارقة أمل في قلوب سكان المخيمات والقرى المدمرة. فما الذي يحدث على الأرض؟ ومن هم المستفيدون الحقيقيون؟

في حملة إنسانية عاجلة، تدخلت منظمة وطن في أكثر المناطق تضررًا، لتصل إلى مخيمات معرتمصرين، كفريحمول، حربنوش، إطمة، البردقلي، دير حسان، قاح، وجنديرس، مقدمة استجابة نوعية ما زال صداها يتردد بين الخيام، وبين أنقاض القرى التي بدأ أهلها بالعودة إليها بعد سنوات طويلة من التهجير والنزوح.

“كنت أنتظر هذه اللحظة منذ شهور”… بهذه الكلمات المؤثرة استقبل العم أبو أحمد فرق وطن بعدما تم استبدال خيمته المهترئة بأخرى جديدة، في وقتٍ لم يكن فيه يملك حتى ثمن غطاء يقيه حرّ الصيف. لم يكن وحده، بل المئات من الأسر التي تعيش في أوضاع قاسية تسلّمت سللًا غير غذائية (NFI) تحوي ما يساعدهم على الاستمرار: بطانيات، أدوات مطبخ، صابون، فرشات نوم، وغيرها من مستلزمات الحياة اليومية التي تحولت في نظرهم إلى “كنز لا يُقدّر بثمن”.

الأمر لم يتوقف عند المخيمات فقط. وطن توسّعت في استجابتها لتشمل المجتمعات التي عاد إليها الأهالي في ريف معرة النعمان الشرقي، حيث لا تزال آثار الدمار ماثلة، والبنية التحتية غائبة. وهنا، كانت فرق وطن تسابق الوقت لتوزيع ما تيسر من مساعدات، في محاولة لتوفير أبسط مقومات الحياة الكريمة للمدنيين العائدين.

استندت هذه الاستجابة إلى تقييم ميداني دقيق، أجراه طاقم متخصص على الأرض، لتحديد الأسر الأكثر ضعفًا، بما يشمل النساء المعيلات، المسنين، وذوي الاحتياجات الخاصة. الهدف واضح: أن لا يُترك أحد خلف الركب، وأن تصل المساعدات لمن هم بأمسّ الحاجة إليها.

ورغم قساوة المشهد، ورحلة النزوح التي لم تنتهِ بعد، إلا أن هذه الاستجابة فتحت نافذة جديدة من الأمل، وأعادت لآلاف العائلات الثقة بأن هناك من لا يزال يقف إلى جانبهم في أحلك الظروف.

منظومة وطن تؤكد استمرار التزامها الكامل بالوقوف مع المتضررين، ودعمهم بكل ما تستطيع، حتى تنقلب صفحات النزوح، وتُكتب حكاية عودة حقيقية لكل من حُرم من أرضه ودفء بيته.