
في بلدة أرمناز بريف إدلب، يعيش بلال سرداني، شاب يبلغ من العمر 24 عاماً، يحمل شهادة في الهندسة الميكانيكية، لكنه كان يبحث عن طريق يمنحه فرصة للتعبير عن طموحه وإحداث فرق في مجتمعه. بينما كان يتابع الأخبار على صفحة منظومة وطن، استوقفه إعلان عن تدريب إعداد المدربين (TOT) في مركز تمكين الشباب. لم يتردد بلال لحظة في التسجيل، وكان متأكداً أن هذه فرصته.
ويقول بلال عن تلك اللحظة: “شاهدت إعلاناً عن مجموعة تدريبات على صفحة منظومة وطن على فيسبوك وقمت بالتسجيل على تدريب ‘إعداد المدربين’. والحمد لله، كنت من المقبولين للالتحاق بالتدريب.”
منذ الأيام الأولى للتدريب، لفت بلال أنظار المدربين بالتزامه العالي وتفاعله. لم يكن مجرد متلقٍ للمعلومة، بل شريكاً فاعلاً في النقاشات والأنشطة العملية. شيئاً فشيئ، بدأ بلال يكتشف قدراته الكامنة في التواصل وإدارة الجلسات، وازدادت ثقته بنفسه بشكل ملحوظ.
ويضيف بلال عن التجربة: “كانت مدة التدريب أسبوعاً، واكتسبت خلالها خبرة كبيرة جداً في حياتي.”
بعد انتهاء التدريب، لم تذهب جهوده سدى؛ فقد حصل على فرصة استثنائية ليكون مدرباً في نفس المركز “مركز وطن المجتمعي”. هناك وقف أمام شباب في مثل عمره وبعضهم أصغر، ليشاركهم خبرته الجديدة، ويزرع فيهم روح المبادرة والثقة بأنفسهم. كانت لحظة فارقة بالنسبة له، إذ شعر لأول مرة أنه لا يطور نفسه فقط، بل يفتح أبواباً للآخرين أيضاً.
بفضل شغفه وحماسه، أصبح بلال نموذجاً يُحتذى به بين زملائه والمتدربين. لم يكن مجرد مدرب ينقل المهارات، بل ملهماً يدفع الشباب للتفكير بمستقبل أفضل، ويساعدهم على رؤية إمكانياتهم بعيون مختلفة. كثيرون ممن حضروا ورشاته أكدوا أنهم خرجوا بدافع جديد للتغيير، ليس فقط في مجال التدريب، بل في حياتهم اليومية أيضًا.
نقطة تحوّل وإلهام
اليوم، ما زال بلال يتطلع إلى الأمام. حلمه أن يحصل على وظيفة تمنحه المزيد من الخبرات والمهارات، وأن يواصل مسيرته ليصبح من أبرز المدربين في مجاله. يرى أن ما تعلمه مع وطن كان نقطة البداية، وأن الأثر الحقيقي يظهر عندما يُسهم في بناء جيل جديد من الشباب الواعي والقادر على صنع التغيير.
ويختتم بلال حديثه بتوجيه نصيحة للشباب: “أشكر وطن على الفرصة التي منحتني إياها والتي خولتني لخوض تجربة جديدة في الحياة، وأنصح جميع الشباب باغتنام الفرصة والتسجيل في التدريبات التي تقدمها المنظومة، فالبرامج التدريبية مهمة جداً لاكتساب الخبرة والمعرفة.”
قصة بلال ليست مجرد تجربة شخصية، بل هي شهادة حية على كيف يمكن لفرصة واحدة أن تغيّر حياة شاب، وتحوّله من باحث عن فرصة إلى قائد ملهم. وهي أيضاً تذكير برسالة وطن: دعم الشباب وتمكينهم ليكونوا الجسر نحو مستقبل أفضل لمجتمعاتهم